بصراحة من الصعب جدا أن تجد الكلمات و الأفكار التي تجيب على هذا السؤال و خاصة أنك لم تعش حياة الكفيف و لم يخطر في بالك مثل هذا السؤال من قبل.
و لكن باختصار لدي بعض الكلمات و تشبيه قد يصف ولو بايجاز بعض مراحل الحياة من وجهة نظري :
سأقول له لو أنك خرجت لتمشي في قطعة أرض زراعية صغيرة ومعك عصاك, و بدأت في المشي على العشب ستجد أن العشب طري و المشي عليه مريح (وهي ما تمثل أيام الرخاء و السعادة) ثم ستواجهك بعض الحجارة التي ستتعثر بالمشي عليها و لكن بسبب حذرك و اجتهادك و عصاك ستتخطاها (و هي ما تمثل بعض الصعوبات في الحياة التي تستلزم الإصرار و المواجهة إلا أن العصا تمثل الأخ أو الصديق المخلص أو أو أو ...) ثم ستواجهك بعض الحفر التي ستعتمد لتتخطاها على العصا الذي سيحميك من الوقوع في هذه الحفر و يدلك إلى الطريق الصحيح (و العصا هنا تمثل مدى إيمانك بالله واتكالك عليه و الدعاء له ... الذي ستجده وقت الضيق و الحاجة يدعمك و يقوم خطاك إلى طريق الصواب و يبعدك عن طريق الضلال) وبعدها ستستمر في المشي لتكتشف ما سيواجهك لاحقا في رحلتك القصيرة فنهايتها تكون بنهاية قطعة الأرض الصغيرة لتجد نفسك عند النهاية جالسا و قد أرهقتك الرحلة و لكن ما يبدل تعبك راحةً هو تقييمك لهذه الرحلة هل كانت موفقة سعيدة , هل بذلت الجهد اللازم لتكون رحلة تستحق أن تخوضها , هل كان العصا صلبا و ما زال في يدك حتى نهاية هذه المغامرة.
و لكن , إن مشيت بدون حذر ,متعجلا في مشيك غير واع لخطوتك فقد تزل قدمك فوق الحجارة أو إن كانت عصاك غير صلبة أو فقدتها من يدك فستقع في الحفرة و نهاية رحلتك ستكون مؤلمة تعيسة لا ترتجيها.