ريتا ترتب ليل غرفتنا : قليل هذا النبيذ
وهذه الأزهار أكبر من سريري
فافتح لها الشباك كي يتعطر الليل الجميل
ضع ههُنا قمراً على الكرسيَّ
ضع فوق البحيرةَ
حول منديلي ليرتفع النخيل أعلى وأعلى
( …….. )
ريتا تحتسي شاي الصباح
وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ
( …….. )
هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ
لتجهش كلما التفّت على جذعي فُروعُكَ ؟
حُكَّ لي قدمي وحُكَّ دَمي لنعرف ما
تخلفه العواصفُ والسُّيولُ
منِّي ومنك …
( …… )
ريتا تحتسي شاي الصباح
وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ
وتقول لي :
لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبول
والحرب ليست مهنتي . وأنا أنا . هل أنتَ أنتْ ؟
( …… )
تدور ريتا حول ريتا وحدها :
لا أرض للجسدين في جسد ، ولا منفى لمنفى
في هذه الغرف الصغيرة ، والخروج هو الدخول
عبثا نغني بين هاويتين ، فلنرحل ليتضح السبيل
لا أستطيع ، ولا أنا ، كانت تقول ولا تقول
وتهدئ الأفراس في دمها : أمن أرض بعيدة
تأتي السنونو ، يا غريب ويا حبيب ، إلى حديقتك الوحيدة ؟
خذني إلى أرض البعيدةتنامُ ريتا في حديقةِ جسمها
توتُ السياجِ على أظافرها يُضيءُ
الملحَ في جسدي . أُ حبُّكِ .
نام عصفوران تحت يديَّ…
نامت موجةُ القمح النبيل على تنفسها البطيء
و وردةُ حمراء نامت في الممر
ونام ليلُ لا يطول
والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا
يعلو ويهبط في أشعة صدرها العاري
فنامي بيني وبينك
لا تغطي عَتمَة الذهب العميقة بيننا
نامي يداً حول الصدى
ويداً تبعثرُ عزلة الغابات
نامي بين القميص الفستقي ومقعد الليمون
نامي فرساً على رايات ليلة عرسها …
هدأ الصهيلُ
هدأت خلايا النحل في دمنا
فهل كانت هنا ريتا
وهل كنا معا ؟أجهشت ريتا : طويل هذا الشتاء
وكسرت خزف النهار على حديد النافذة
وضعت مسدسها الصغير على مسودة القصيدة
ورمت جواربها على الكرسي فانكسر الهديل
ومضت إلى المجهول حافيةً ، وأدركني الرحيلأجهشت ريتا : طويل هذا الشتاء
وكسرت خزف النهار على حديد النافذة
وضعت مسدسها الصغير على مسودة القصيدة
ورمت جواربها على الكرسي فانكسر الهديل
ومضت إلى المجهول حافيةً ، وأدركني الرحيل