رحلة الحب والكراهية

كانت الأيام الأولى لوضعها بين أصابعي ومنحها الحياة بإشعال عود الثقاب أو الولاعه ومن ثم وضعها بين شفتي وسحب ما في صلبها من سموم الموت كانت البداية السهلة المرة .
توالت الأيام الأولى لعادة جديدة دخلت حياتي هي أن تكون هذه الصديقة الجديدة معي أينما ذهبت وأينما حللت كان الجميع يحذروني خصوصا الأصدقاء الذين سبقوني إليها بأن كل يوم ينقضي سوف يكون أسهل علي تركها من اليوم الذي يليه ولكني كنت دائما كما اليوم متعصب لرأيي على اعتقاد بنفسي بأني قادر على جمح هوى نفسي فنفسي أعرفها وأعرف كيف أكبح جماحها .
توالت الأيام والشهور وانقضت السنة الأولى ولازالت السيجارة يوم بعد يوم تحرق أنفاسي وزاد تولعي بها إلى درجة العشق .
كيف لا وهي صديقتي التي أحرقها بين شفتي ولا تعترض كيف لا وهي رفيقتي التي أقضي معها سهر الليل ولا تنعس ولا تمل ولا تكل ، كيف لا وهي التي تشاركني أصعب لحظات حياتي ، ففي لحظة مأساوية أحسست بأن كل من على الكوكب تخلى عني إلا هذه السيجارة فزاد حبي وعشقي لها .
فإن كنت حزينا مكسورا كانت الرفيقة التي لا تتخلى عني تواسيني وتأخذ بيدي حتى يزول الهم من صدري وصار باعتقادي بأن همي لم ينجل إلا بفضل هذه السيجارة الحبيبة.
وحين أكون مسرورا فرحاً كانت ترقص بين أناملي وتعانق فرحي وتزداد لوعتها فرحاً مع فرحي .
مرت سنوات العمر مسرعة فالزمن لا يرحم وكذلك السيجارة لا ترحم .
بدأت المشكلة بيننا في أنني أصبحت أحبها حبا لم أحبه لشيء في الدنيا ولأن الوفاء جزء من تكويني أصبحت أدافع عنها في أي مكان يتعرض وجودها للتهديد .
عارضت الطب ورجال الدين بشدة ورفضت تدخلهم بيني وبين معشوقتي .
وفي لحظة تاريخية من حياتي وقفت ناقداً نفسي بسؤال : ماذا لو تخلت عني السيجارة قبل أن أتخلى عنها ؟
وبعدها بدأت عدة أسئلة أطرحها على ذاتي وكنت دوما أستبعد فكرة التأثير الصحي والمادي من السيجارة.
وتوصلت لقرار بأنه بات علي أن أتركها لا لشيء بل فقط لأن نفسي عشقتها وبالتالي فإن لن أقوى على رحيلها من حياتي لذا سوف اتركها قبل أن تتركني لأني بت مقتنعا بأني سوف القى الغدر منها كما لقيته من حبيبتي .
بدأت المحاولات بكل عنف و شراسة لن أبالغ إذا قلت معارك طاحنه ولما لا فهل يوجد في الدنيا معركة اكبر بأن تحارب نفسك وهواها .
ولكن كل المحاولات باءت بالفشل الذريع لمصلحة السيجارة اللعينة
وبدأت أشعر بالانكسار والهزيمة وصرت أقول في نفسي ما أنا إلا جزء من أمة مهزومة مكسورة وأصبحت الهزيمة جزء من ملحنا اليومي .
ولكن لم يدخل اليأس لقلبي وبقيت مصراً على الانتصار ولكن كيف ومتى ؟
هذا ما سوف اوافيكم به في المقال التالية .

اهلا ارام :
شكرا عالموضوع الرائع..
التدخين مشكلة ولازم الواحد ما يقع فيها واذا وقع لازم يلحق حالو..صحيح السيجارة طيبة وانا جربتها شي تلات مرات بس على قد ما هي طيبة على قد ما هي مؤذية.. عم نستنى المقال التاني من الرحلة ...

أهلا Silent_Heart
أأشكرك على تعليقك اللطيف ومارح طول عليكم بالمقال الثانية بس أنا كلي ثقة بأن أي إنسان مدخن إذا نوى على الاقلاع رح يسفيد كثير من مقالتي القادمة قريبا إن شاء الله وهذا ليس منية اوغرور لاسمح الله لكن لأنها تجربة مريرة وقاسية
وشكراً

اهلين ارام:
لا شكر على واجب ... ولا يهمك عم نستنى ..بس لا تطول كتير
شكرا