لا زلت اذكرها

تلك العجوز المسنة التي اجتازت المائة من العمر ونيف وكانت لا تزال تردد الهجينية التي تقول
الله كريم لا بد على بلادنا نعود وثوب الحداد نشلحها(نخلعها)
إنها أم حسن أكبر نسوان الحارة عندنا رحمها الله كانت تتكئ على كومة الحجارة قرب بيتنا وتتنهد وتقول لا بد ان نعود
وكنت انا صغيرا اذهب واجلس عندها انا وابناء الحارة ونستمع لقصصها التي كانت تسردها علينا كلها بطولات وشجاعة وحب ورومنس
تحكي لنا ام حسن كيف تزوجها ابو حسن خطيفة وكم دفع مهرها من الارض
كانت ام حسن أم لكل الحارة وجدة للجميع
تنبارك بها
ونتغنى بصوتها العذب الذي كان يبكي الحجر في ليالي الحنة في افراحنا
كانت تغني لنا حنية ايديا ولا حنيت اصابيعي وكانت تبكي
وبقيت استغرب من بكائها حتى اثارت فضولي لاعرف ما السبب
ذات يوم جلست مع امي وسالتها عن بكاء ام حسن فقالت ام حسنن ارملة فلسطينية استشهد زوجها بالغارات الاسرائيلية في فلسطين ورحلت هي الى قريتنا تطلب الجيرة وهاهي الان في قريتنا لا ولد ولا تلد
وكنت لحظة كلام امي عنها اكاد ابكي من الحزن
وذات صباح استيقظت على صوت الخطيب ينعي ام حسن ويترحم عليها
فبكيت من الحزن والله ما ابكاني الا كلماتها الله كريم ولا بد على بلادنا نعود
لكن بعدها تساءلت كم أم حسن بالدنيا تنتظر العودة وكم من ام حسن سوف يمتن ولم يعدن الى بلادهن
اقول ما احوجنا اليوم الى صلاح دين او صلاح عرب او صلاح نفوس ماتت من الذل والخنوع والجبن من اسرائيل ومخالبها

لا تــــــعليق !!!

الله ينصر إخواننا بفلسطين ,, و يرجعو لبيوتهم آمنين ,,