فى يوم من الأيام كان أحد رجال الأعمال يقود سيارته الفارهة مسرعا . وفجأة شعر بشئ يرتطم بباب سيارته الخلفى فنظر فى المرآة الجانبية ليجد قالب قرميد ملقى على الأرض . وبسرعة أوقف الرجل سيارته وعاد بها الى الخلف . ثم ترجل منها وهو يستشيط غضبا واتجه نحو اقرب طفل وجده فى الشارع وجذبه فى عنف صارخا فى وجهه قائلا : لماذا فعلت ذلك ؟
ألا تري أنها سيارة جديدة وسأتكلف أموالا طائلة لإصلاح الضرر الذى أحدثه
القالب الذى ألقيته ؟ ماالذى دفعك الى لهذا ؟!!
فأجاب الطفل باكيا : من فضلك يا سيدى! اسمح لى أن اعتذر منك بشدة ! ولكن لم يكن بيدى خيارا آخر ، وأكمل مدافعا عن نفسه : لقد حاولت ايقاف المارة لكن لم يلتفت لى أحد فألقيت القالب لكى أتمكن من ايقاف احدى السيارات لمساعدة أخى المعاق الذى وقع من فوق كرسيه المتحرك ؛ وقال الطفل هذا الكلام وهو يشير الى أخيه وهو يذرف الدموع التى ملأت وجنته ثم راح يتنحب وهو يطلب من صاحب السيارة الغاضب فى أدب: هلا ساعدتنى من فضلك على حمل اخى وإعادته الى كرسيه مرة أخرى ؟ فقد جرح على ما أعتقد وهو ثقيل الوزن ولا استطيع حمله بمفردى
هدأ غضب الرجل فى لحظة وشعر بالخجل من نفسه وبسرعة قام برفع الصبى المعاق الى كرسيه وأخذ يضمد جراحه وكدماته بينما الطفل الصغير يشكره ويدعوا له . لم يدر الرجل ماذا يقول ونظر الى الصبى المعاق فى صمت ثم دفع كرسيه المتحرك وراح يسير به حتى وصل الى منزل الولدين
كان طريق العودة الى السيارة طويلا على الرجل وبطيئا وكان أثر اصطدام القالب بالسيارة واضحا جدا فيها .. ورغم ذلك لم يهتم الرجل بإصلاح الباب بل تركه حتى يذكره دائما بان عليه الأ يمضى مسرعا فى طريقه فى حياته دون ان يلتفت الى أحد
--
أهداف رسائلي
التواصل - رسم الإبتسامه - توعية + جرعة ثقافية